ما يحصل في الحرب الدائرة في غزة جراء عملية طوفان الاقصى التي بدأت بها كتائب القسام (الذراع المسلح لحركة حماس المدعومة من إيران) على اسرائيل، لترد الاخيرة بحرب شاملة على قطاع غزة مع عملية برية واسعة النطاق حُصِرت فيها مدينة غزة وفصلت عن بقية القطاع، تكشف بوادر نظام جديد قد يحكم العالم بعد نظام القطبين، وهو نظام “الأقوى يحكم”.

بغض النظر عما إذا كانت إسرائيل محقة بضرباتها او لا، وإذا الفلسطينيين هم الاحق في الأرض ام لا، كل ما يجري على واقع الأرض يدل على ان شرائع حقوق الانسان والمعاهدات الدولية سقطت ولا تتعدى البروتوكول الشكلي، وعند الحروب لا فائدة للورق.

أطفالٌ تضرب ومدنيين يسقطون مع منازلهم وما من رادع.

نَصِفُ المشهد ولسنا بوارد الانحياز نحو أي طرف، لكن يجب الإضاءة الى ما نحن قادمين له او قد يحدث. من يمتلك القوة لا تردعه توقيعات وبروتوكولات، الامن القومي للدول لا يعترف غير بالقوة المترجمة على الأرض.

ها هي اليوم إسرائيل سيطرت على غزة، وها هي أوكرانيا في الامس خسرت بعض أقاليمها بعد سيطرت روسيا عليها وقبلها خسرت جزيرة القرم، وأرمينيا إقليم ناغورنو كاراباخ، من يردع؟

تتعاطف الدول مع الشعوب التي تتعرض للحرب وتتسابق بإرسال المساعدات، حسنًا، لكن هذا ما يبدل على ارض الواقع؟

بتنا في زمنٍ يَخلُصُ فيه من يعي ان في أوقات السلم تصنع الذخائر.