تُقدم النُخب في العالم الغربي نحو استنتاج مرعب ومنطقي في الوقت نفسه، وهو أنّ “عصر السلام” الذي جاء بعد سقوط الاتحاد السوفياتي قد وصل إلى نهايته بالنسبة لبلدانهم. هذا الاستنتاج يجسّد نقطة تحول مهمة، حيث يبدأ العالم في التحضير لحروب محتملة، وتقرع أجراس الصراعات الجديدة.

دخل العالم في فترة من “الفوضى”، حيث يهتز أسس النظام الدولي وتتحدى القوى المتمردة الصاعدة، الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما ينذر بتصاعد المزيد من الأزمات والصراعات، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى اندلاع حروب جديدة قد تجر العالم بأسره نحو حرب عالمية ثالثة.

تعيق الانقسامات الجيوسياسية جهود مجلس الأمن الدولي في الحفاظ على السلام العالمي، مما يزيد من احتمالات تفاقم الأوضاع الأمنية على مستوى العالم. ويذكر أن بعد الأحداث التي تجري مثل الغزو الروسي لأوكرانيا والصراعات في غزة، وتصاعد التوترات الدولية، ارتفع الإنفاق العسكري عالمياً بنسبة 9٪ في العام الماضي، ليصل إلى مستويات قياسية تجاوزت 2200 مليار دولار، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

تتزايد التحليلات والمعطيات التي تشير إلى وجود “عقد ساخن” ينتظر العالم، حيث تجري مناورات ضخمة تحت اسم “المُدافع الصامد 24″، يشارك فيها حوالي 90 ألف جندي من دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بهدف استعراض قوة الحلف وقدرته على التصدي لأي طارئ في جناحه الشرقي المتاخم لروسيا.

تتسبب التصريحات السياسية والعسكرية في زيادة التوترات، مع تصاعد التحذيرات من جانب المسؤولين الغربيين، ومنها تصريح رئيس المكتب الإستوني للاستخبارات الخارجية الذي اعتبر أن روسيا اختارت مواجهة طويلة الأمد مع الغرب، وتوقع وجود تحديات كبيرة لحلف شمال الأطلسي في السنوات القادمة.

وفي هذا السياق، تثير التصريحات المثيرة للقلق من جانب المسؤولين العسكريين البريطانيين والألمانيين مخاوف جديدة، حيث يؤكدون على ضرورة استعداد المجتمعات لمواجهة تحديات الحرب المحتملة في المستقبل القريب.

تتجلى الخطوط الساخنة للصراعات في مناطق متعددة من العالم، بدءًا من منطقة إيسيكيبو الغنية بالنفط في غويانا وتوتير العلاقات مع فنزويلا، مرورًا بالبلقان وشرق أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط والقوقاز، وصولًا إلى شرق آسيا، حيث تشير التوترات إلى أن العالم قد يكون على شفا نقطة تحول محورية في تاريخه.