عندما يتعرض لبنان للتهديدات من دولة تُصنف عدوة، يُعتبر ذلك أمرًا متوقعًا نظرًا لطبيعة العلاقة المعادية. لكن ان يأتي التهديد مباشرة من النظام السوري المعتبر من قبل أفراد محور الممانعة بأنه حليف، ومنهم من سموها “سوريا الشقيقة” عندها نكون امام مأزق لا نحسد عليه، عندها نتأكد أن النضال والمقاومة ضد هذا النظام كانا خيارًا صائبًا، رغم تكبدنا خسائر فادحة في الأرواح ودمارًا في البنى التحتية.
أتحفنا نظام الأسد الوقح والذي لا يعترف بسيادة لبنان، بإطلاق اتهامات مباشرة، مدعيًا أن أبراج الجيش اللبناني على الحدود الشمالية والشرقية أنها تشكل تهديدًا لأمنه القومي.
النظام السوري يشتكي اليوم من أبراج المراقبة المنشأة على الحدود اللبنانية الشرقية مع سوريا منذ أكثر من عقد من الزمان، ويدعي النظام أن الصور والمعلومات المستخلصة من تلك الأبراج تنتهك سيادته وتفيد العدو الإسرائيلي في شن هجمات داخل الأراضي السورية بمعنى غير مباشر النظام السوري يتهم الجيش اللبناني بالعمالة لإسرائيل، ووصلت الوقاحة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يهدد النظام السوري باستخدام القوة من خلال نشر الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد لإزالة أبراج الجيش اللبناني بالقوة حفاظًا على أمنه.
قد تهدد الأبراج فعلاً الامن القومي للنظام السوري، لكن تهديدها ليس كما يدعي النظام بل من ناحية ضبطها للحدود ومكافحة تهريب المواد الغذائية المدعومة والمحروقات التي فقدت في سوريا بعد الحصار والعقوبات الأميركية، والأهم من هذا انها قد تمنع تدفق السلاح والمقاتلين لحزب الله مما يشكل فعلا خطرًا على صمود النظام.
بات لبنان “مكسر عصا” كلما كان لإيران رسائل وتهديدات لإسرائيل، تحرك حزب الله في الجنوب، فيدفع لبنان الثمن كما يحصل اليوم، وكلما اعتدت إسرائيل على سوريا يتهم لبنان بأنه السبب في دقة الأهداف الإسرائيلية
ادعاءات سوريا هذه اثارت بنا حالة من الضحك، متسائلين إذا ما زال هناك من أمن وسيادة في سوريا ليغار النظام السوري عليهما؟ فالميليشيات الأجنبية والجيوش الأميركية والبريطانية والروسية والتركية والميليشيات الإيرانية وتنظيم د*عش، تفتك بالسيادة السورية لكن الأسد أراد ان يخاف عليها من لبنان لأنه يضبط حدوده.