14آذار 2005، تاريخ الانتفاضة الشعبية التي ساهمت بخروج الجيش السوري من لبنان، تاريخ “ثورة الأرز” التي دفع أركانها دمهم دفاعًا عن مبادئها.

في الذكرة التاسعة عشر لقيام هذا التحالف الذي ضم الأحزاب والشخصيات السياسية المناهضة للوجود السوري حينها، يستذكر كل فردٍ هذا التاريخ منفردًا بعد ان تفكك الحلف واختلطت الأوراق وتبدلت المواقف وكانت ذروتها عندما انتخبت القوات اللبنانية وتيار المستقبل حليف سوريا المسيحي في لبنان ميشال عون رئيسًا للجمهورية.

بغض النظر عن نهاية 14آذار التي تناقض بدايتها، علّنا نستخلص منها العبر وان تكون تجربة يبنى عليها رؤية أفضل لوطنٍ جامع.

اتحد لبنان الحر في الرابع عشر من آذار رغم اختلافات المشاركين في النظرة الى النظام والرؤية الاقتصادية وغيرها من نقاط الاختلاف، لكنهم توحدوا حول مبدأ “لبنان أولاً” وكان لهم ما ارادوه هو خروج جيش الاحتلال السوري من لبنان.

اللبنانيين اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحاجة الى تكرار روحية 14آذار بهدف جديد. فما الذي يمنع من إعادة إلتحام اركان هذا التحالف اليوم تحت شعار “رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان”؟

“اليوم اليوم وليس غدٍ” لجبهة جديدة تجمع اللبنانيين الاحرار لدحر الاحتلال الإيراني الذي يخطف قرار الدولة ويزج اللبنانيين في حروب لا ناقة لهم فيها. فتكوين هذه الجبهة قادر على تغيير المعادلة المحلية أولاً ومن ثم المعادلة الإقليمية، وعند تحقيق الهدف من كسر هيمنة ايران على لبنان، نعود الى ممارسة الحياة الديمقراطية عبر الانتخابات ويحكم من يربح في إقناع اللبنانيين بمشروعه الانتخابي.