ليست عابرة الاحداث التي تحصل مع المرشحة عن المقعد الماروني في كسروان الوزيرة السابقة ندى البستاني، ان يهب مختار درعون في لقاء عام معها ويعترف “انا عاجز عن اقناع الرأي العام في بلدتي التصويت لك لان تصرفاتكم افقدتكم ثقة الرأي العام”، علما ان المختار عضو في التيار الوطني الحر وليس مناصرا عاديا.

ان تتجول البستاني في كسروان وفي رفقتها 30 او 40 شخصا يحضرون الى مكان اللقاء غب الطلب اذا كان الحضور متواضعا، امر يستحق التوقف عنده وبقوة، فالتيار الذي كان يجتاح قضاء كسروان بخمسة نواب بات اليوم عاجزا عن حشد مناصريه لاستقبال مرشحته.

من هذا المنطلق فإن الرقم الذي يسوقه التيار الوطني الحر عن نيل البستاني نحو 13 الف صوت تفضيلي هو كذبة لا تمر تحت قوس قزح، وان كان خصوم التيار يؤكدون انها لن تنال اكثر من 7 الاف صوت فهو ايضا رقم مبالغ به.

ربما صدفة و”رب صدفة خير من الف ميعاد” لكن ترشيح التيار الوطني الحر لوزيرة طاقة سابقة في وقت تسود الظلمة وتختفي الكهرباء اكثر من 20 ساعة يوميا هو تحد واضح لارادة الناخبين وكرامتهم، البستاني مرشحة في ظل العتمة الشاملة، ليس قراراً صائباً شعبياً، وكدبة “ما خلونا” لم تعد تنطلي على احد.

وفق حسابات التيار فهو يمتلك  أكثر من 15 ألف صوت في كسروان و14 ألف في جبيل، وحكما سيأتي فوز مرشح حزب الله على حساب المرشحين العونيين، أي لصالح سقوط إما البستاني أو أحد النائبين سيمون أبي رميا ووليد الخوري. فالتقديرات الحالية تؤكد عدم تخطي أصوات اللائحة ثلاثين ألف صوت، بما فيها الأصوات الشيعية، أي حاصلان انتخابيان.

لكن الاكيد ان حزب الله في مأزق في هذه الدائرة، فلا رئيس مجلس النواب يوافق على سقوط حليفه فريد الخازن ويريد ارفاده بآلاف الاصوات ليضمن حصوله على الحاصل، ولا التيار الوطني الحر مرتاح شعبيا مما يسمح بتسرب الاصوات للخازن، ولا حزب الله على استعداد لخسارة احد حواصل لائحته مع التيار الثلاث.